لاجئى الهايكستب بالقاهرة يستصرخون لإنقاذهم من الأمراض
والبرد القارس وتوفير مأوى
والحى
يهددهم بالقتل مثل شهداء رابعة أو الخروج من المخيم مقابل مبلغ 200جنية
تحقيق: مها البدينى
كمخيمات اللاجئين، أو هو كذلك بالفعل، فى قلب العاصمة القاهرة،
وتحديداً فى مركز شباب الهايكستب، عشرات من الخيام المتراصة بجانب بعضها البعض،
أطفال ورجال ونساء وعجائز ومسنين مابين 149 أسرة يجلسون ينتظرون أن تحل عليهم
الرحمة، من البرد القارس والأمراض المنتشرة، فمطلبهم فى مسكن يأويهم ويلملم
أخشابهم وأسرتهم ومقاعدهم الفقيرة المتهالكة.
تذكرت أم أحمد أيام رئيس الوزراء عصام شرف عام 2011 عندما قرر أن يوفر
لهم مأوى فى مساكن النهضة، بعد إعتصامهم أمام ماسبيرو فهم مواطنون من حقهم أن
يعيشوا بأمان، أيام الرغد عاشوها قليلاً، ثم فوجئوا عندما تولى السيسى حُكم البلاد
بقوات من الشرطة تطردهم من ملاذهم الأخير ومأواهم الأوحد، بأسلحة وسيارات أمن
مركزى وعشرات من الشُرطيين المُقنعين قرروا طرد الأهالى بأوامر من محافظ القاهرة و
رئيس حى النزهة، وهاهم الآن مهددون بالقتل والإبادة أو الخروج من المخيمات فوراً
مقابل مبلغ 200 جنيه وهو مبلغ ضئيل لايكفى لتأجير غرفة صغيرة.
مواطنون سلميون
"لم تحدث أى إشتباكات أو خسائر كما ظن الشُرطيين، إذ توقعوا
مقاومة الأهالى ليسقط القتلى صرعى وهذا لم
يحدث"، هكذا قال محمود سلطان أحد القاطنين بمخيم الهايكستب إذ إستشف ذلك من
خلال الحديث مع أحد الضباط بعد أن قيل للضباط من قبل مسؤولى المحافظة أنهم سيواجهون بلطجية ولكنهم فوجئوا أن المواطنون
مسالمون وليسوا "خطريين" كما قيل لهم إفتراء على هؤلاء المواطنون،
ولكنهم فى النهاية تم طردهم ليستقر بهم
الحال فى مركز شباب الهايكستب منذ 8شهور.
احتراق خيمة بسبب الأمطار
أحدى الخيام إحترقت بعد هطول الأمطار، أما بسبب الماس الكهربائى أو
بسبب آخر غير معلوم، وبداخله احترقت أم ورضيعها دون موت وذلك من رحمة الله، فبأى
ذنب يحدث ذلك، رُكام الخيمة وملابس الرضيع تحدثت عما حدث، أما الأب المكلوم فجلس
على الرُكام يبكى على ليلاه، حزين بدون دموع، ولكن الواقع يروى مأساته.
لامدارس للأطفال
بجانب الأمراض التى تعرض لها الأطفال من الحساسية الجلدية والنزلات
المعوية فأنهم لايستطيعون الذهاب لمدارسهم مثل أى طفل لأن ظروفهم لاتسمح بذلك كما
ان المكان غير ملائم صحياً أو نفسياً للإستذكار.
الأمراض تتفشى
مأساة بجميع المقاييس أمراض تنتشر بين الأطفال والنساء من بينها مرض
غريب يُدعى "الحزام النارى" كما وصفه أحد الأطباء للمريضة المقيمة بداخل
المخيم.
أما نجلاء أحمد فقد فوجئت
ببطنها تنتفخ ومن بين جنبات "سُرتها" ينزف الدم مرة كل شهر على الأقل،
ورجل آخر قرر الأطباء حجزه بالمستشفى بعد أن أُصيب بحساسية صدرية "ربو"،
والأمراض تنتشر والمواطنون يستصرخون، صرخة ألم ، لعل الوطن أن يستمع ، وأن ينقذهم
من براثن الموت وهم أحياء.
سنقتلكم مثل متظاهرو رابعة العدوية
"سنُبيدكم كما أبدنا المتظاهرون فى رابعة العدوية وسنسحقكم إذا
لم تخرجوا من هنا" كانت عبارات التهديد صادرة من موظفو حى النزهة للمواطنون الذين ظلوا فى حالة توجس وخوف أن
تُبدد أحلامهم بعد الوعود التى لاحقتهم بتعويضهم، ولكنها تبددت عندما قال لهم
الموظفون فى الحى أن كل أسرة سيتم تعويضها بمبلغ 200 جنيه والخروج من نادى
الهايكستب فوراً والآن.
معاملة الأهالى
فى البداية كانت معاملة الأهالى قاسية ولكنهم تعاطفوا مع لاجئى المخيم
فى نادى الهايكستب لأن مطالبهم مشروعة فى الحق فى مسكن يأويهم من الظلام والبرد،
ولأنهم مواطنون فقراء عانوا من ظلم الدولة والوعود الكاذبة وهم مهددون الآن بالموت
فى الشارع من الأمراض أو حتى القتل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق