الأربعاء، 13 مارس 2019

مع احترامي للحرامي..الشاخر .. الساخر!


كتب: #RIO


كي تكون شاعراً عظيماً يجب أن تكون صادقاً ، ولكي تكون صادقاً يجب أن تكون حراً ، ولكي تكون حراً يجب أن تعيش ، ولكي تعيش يجب أن تخرس " هكذا يقول  الكاتب المسرحي السوري محمد الماغوط، وهنا لابد أن نقول ومع الإعتذار لمن أطلق النار على نفسه فأراح واستراح، ونحن نبكي من فرط الضحك ونضحك من فرط الألم،  فهي الكوميديا السوداء التي تُعري الزيف وتكشف الأخطاء لتصل بنا إلى حقائق النفس، ولذا يقول الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد احترامي للحرامي. صاحب المجد العصامي..صبر مع حنكة وحيطة … وابتدأ بسرقة بسيطة.. وبعدها سرقة بسيطة ..وبعدها تعدى محيطه ..وصار في الصف الأمامي …احترامي للحرامي.
ولذا فإن الحرامي، هو الكاسب والخاسر في آن واحد، الشر يكسب مرحلياً في وقت محدد ولكنه يخسر للأبد لإلتصاق الصفة به أمد الدهر، أما العكس فهو مايحدث لأن الخير يكسب على المدى الطويل، ويخسر في البداية.
أوجه كلماتي إليكي أيتها " المشاهير" والأفكار مسطولة على الآخر، مُترنحة ومتلصصة في العالم المستفز في رغبة عارمة أن أعطى أحدهم بالقفا..!
العالم صار معتوهاً بلااكراه، ترى الناس في الشوارع "مكشرين" رافضين كل شىء، والتصرفات تبعث لك بالجنون والمجون، جيوبي ماعادت خصبة بالأموال كما كان، الصبر هو مفتاح الفرج، وأعصابي في نهايتها ولكنني لازالت ضاحكاً، كاذباً، ساخراً من نفسي لأنني سأبدل كل حياتي بـ" البنطلون الاسترتش" الذي اشتريته حديثاً لأجلس به على المتكأ على ناصية الشارع لأرى الذاهبون والقادمون والسارحون في حياتهم وحتى المخابيل، ليتني مثل أي مخبول، أرى ولا أفهم وأغني هائماً على وجهي. 
يامشاهير العالم، العالم كما عرفته آخر مرة منذ أن باعت سندريلا حذائها المسحور لتشتري به الآيفون الجديد، وحتى بعد أن انتقل الأنبياء إلى رحمة الله أو انتقلت رحمة الله لأنبيائه الموتى في مكان ما، هذه الرحمة التي أُريدها أن تحف من السماء لتأتي لكي تُشفي أمي المُتعبة إلى الأبد.
وبالرغم من كل ذلك "يامشاهير العالم" التناسل لايزال موجوداً بالرغم من جيبي الصغير الضيق في "سروالي الإسترتش" الذي اشتريته لأواكب الموضه مثل الشباب الذي يضرب شعره ألواناً وأشكالاً بالحلاقة الــ"قرعة" أو تربية الشعور حتى الأفخاد مثل البنات، أو طلاء الأظافر ذو الألوان الفاقعة في أصابع الفتيات التي تجز له أسناني عندما أراه..!!.
"يامشاهير العالم" في يوم من الأيام ولازال الأمل قائماً  في رأسي ، بالرغم من أن البرنامج  الذي كنت أرغب في الظهور فيه لأكون مشهوراً لم يعد في الظهور كما كان، كان حُلمي أن أربح المليون من برنامج" جورج قرداحي" ولكنني لازلت أركب المواصلات وسط الزحام، أسخر من هذا وذاك، فسخريتي هو سر استمراري في الحياة.
"يامشاهير االعالم" الأحلام في "الفتارين" صارت مغشوشة، بالشائعات مثل السمك الصيني الذي لا أصل له ولا فصل، والذي استبدله للأفضل بساندوتش الفول، والذي يقي أحلامي من السقوط، في مُستنقع الهلاك والشر، لذا سأظل أضحك حتى الموت من هزل الحياة.


السبت، 12 نوفمبر 2016

مها البديني تكتب: هل سأكون "حرامية"؟


مها البديني- اتفرج ، هل سأكون "حرامية"؟


هل سأصبح فاسدة في يوم من الأيام؟ لا أعلم.. ما إن تحصلت على منصب "كرسي" وزاري أو برلماني سأتغير أم سأظل كما أنا!! هل سيتجرأ أحد عليّ؟ هل سيكتب زملائي عني الصحفية الفاسدة
"مها البدينيل سأكون كاذبة في أقوالي وأفعالي، هل سأكون "حرامية"؟

أنا الآن في بدايتي الصحفية، ليس لدي فرصة لأي فساد، كل ما أستطيع فعله هو تصوير أوراق من جهاز الكمبيوتر في العمل، وأحيانًا تخرج أوراق زائدة عن الحاجة بسبب خطأ مطبعي لم أرتكبه!

ليس من صلاحياتي الإشراف على زملائي أو تنسيق العمل أو تطوير الأفكار والقدرات الصحفية،
كل ما علي فعله هو الكتابة بعهد قلمي، والكتابة من أجل الناس، والكتابة من أجل الحياة.

فسادي الوحيد المتواضع هو عدم قدرتي على التكيف على الفساد المحيط بي، إهدار الوقت واللعب والضحك وقت الجد، كلها "مفسدات" تحيط بي أقاومها حد الثمالة! إلى أن أصل لمبتغاي في يومي.

وحتى عندي، "سكري" لا يؤثر في قدرتي على التركيز والتكييف على أجواء الصراع والشحناء الغريبة، التي لا أجد لها مبررًا للاستمرار؛ لأنها تعطلنا وتبعدنا عن أحاسيس ومشاعر جميلة يمكن أن نكتسبها عند إعلاء قيمة السلام.

عندما يرن هاتفي، وأتحدث، أشعر أن الآذان صاغية، أو ربما صوتي العالي الذي أحاول خفضه هو السبب.. مكالمة غرامية، مكالمة عائلية، مكالمة عمل.... صديق أو صديقة لجأ لي وقت محنة لأقف بجواره في زمن ندرت  فيه "الجدعنة".


لا أدري إن كنت بوضعي الحالي، الذي أقاوم فيه مغريات "الفساد" من حولي، قد أكون مؤهلة لأكون فاسدة يوما ما أم لا؟ ولكني أقاوم بشدة عاصفة الكيان، لأن الفساد حالة من التعود و اللا إحساس بقيمة "النظافة".

هناك فساد يمارسه الجميع باختلاف الدرجات، كما إن كل إنسان بداخله "كيان فاسد صغير"، إما أن تروض الكيان أو أنه سينقض على غيرك ويقتلك في النهاية، إذاً من سيحاسبك أن لم تحرك "هيئة مكافحة الفساد بداخلك؟

الفساد فساد.. سواء بسرقة وقت عملك وإهداره، أو سرقة ملايين الجنيهات من خزينة الدولة، لا يمكن حصره في منصب صغير أو منصب كبير، هو مثل الفيروس المتفشي.. فطر بكتيري متعفن ينتشر ويساعد على هذيان الجسد.. "اشتري ذمة نفسك واستر نفسك"..
وأذكركم وأذكر نفسي بهذا الحديث: سأل عمر بن الخطاب عمرو بن العاص حين ولّاه على مصر.. إذا جاءك سارق ماذا تفعل به؟
فقال عمر: أقطع يده.





الأحد، 15 مايو 2016

سيطرة الشريك الأجنبي واهدار المال العام في قطاع البترول


140 مليار جنيه مديونيات وهيئة البترول تقترض للسداد

تقرير مها البديني
يبدو أن الفساد في قطاع البترول لن ينتهي، فبرغم أهمية هذا القطاع المملوك للدولة إلا أن تعدد الشركات وتفرعاتها جعلت منه مخبأ كبير لإهدار المال العام للدولة والسرقات والإختلاسات بطريقة غيرطبيعية.
أوراق بنما أكدت على التهرب الضريبي من خلال شركات وهمية يتم تمرير الأموال لصالح أفراد معينين بما فيه ضرر للشأن العام وسرقة أموال الشعوب ومقدراتهم ونهب ثرواتهم بغير حق.
أما الشركات الاستثمارية والتابعة لوزارة البترول تقوم بتعيين مراقب آخر أجنبي على حساباتها بعيداً عن أعين الدولة ولا سلطة عليه من الدولة ومن هنا تأتي أساليب الرشى والإختلاسات وإساءة التصرف في المال العام.

تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات أكد على إنشاء الشركات الأصلية شركات أخرى فرعية لتمرير الصفقات والأموال دون حساب وعدم اخضاع الرقابة الخاصة بالدولة على تلك الشركات على الرغم من صدور قرار من إدارة  رئاسة الجمهورية بمجلس الوزراء تنص على خضوع بعض من تلك الشركات للرقابة جهاز المحاسبات .

يقدر عدد  الشركات التي تقوم بتلك الأمور الغير قانونية  بنحو 39 شركة و يساهم فيها المال العام بنسبة لا تقل عن 25% وهي " سوميد، بتروجيت، الحفر المصرية ،أموك ،غازتك، جاسكو، الشرقيون للبتروكيماويات ، صان مصر ،سيبدك، موبكو، ميدور، إنبي، بتروسيف، بوتاجاسكو، أنربك، صيانكو، إبسكو، أكبا، إبروم، غازمصر، أسبك، إيلاب،فجر المصرية للغاز الطبيعي، ثروة للبترول، سونكر لتموين السفن، المصرية لإنتاج الإسترينكس، النيل لتسويق البترول، مهارات الزيت والغاز ،المصرية لخدمات الغاز، تنمية للبترول، السهام البترولية ، المصرية البحرينية لمشتقات الغاز ،المصرية للإستشارات الفنية والبترولية ،خدمات البترول الجوية ،المصرية للخدمات الرياضية للعاملين بقطاع البترول ،الخدمات التجارية البترولية ،هيل إنتر ناشيونال ،سيناء للخدمات البترولية والتعدين ".

بالإضافة إلى الشركات الآتية " إدكو لخدمات التكريك، الوطنية للغاز،إسكندرية للصيانة البترولية، الشرق الأوسط للصهاريج وخطوط أنابيب البترول، المصرية للغاز الطبيعي المسال ،العربية لخطوط النفط والغاز، المصرية لإنتاج البروبلين والبولي بروبلين، البحرية لإسالة الغاز الطبيعي ،المصرية لتشغيل مشروعات إسالة الغاز الطبيعي ، إدكو لإسالة الغاز الطبيعي "
ليس ذلك فحسب فالفساد الإداري ساهم في الأزمة بسبب اقتراض الهيئة العامة للبترول أموالاً لسداد المستحقات الخاصة بالشركات الأجنبية المساهمة حيث وصلت مديونية هيئة البترول إلى ما يزيد على 7,0 مليار دولار للشركات الأجنبية؛ مما أدى إلى توقفها عن تنمية حقول الغاز، وهو ما أثر على معدلات الإنتاج.
الجدير بالذكر  أن إنتاج مصر من الغاز حوالي 2,4 مليون طن، وقد تجاوز الاستهلاك المحلي يتجاوز 4,5 مليون طن، وبالتالي تستورد مصر حوالي 45% من احتياجاتها من البوتاجاز من الشريك الأجنبي ومن الخارج لسد احتياجات البلاد.

وكشف التقرير عن تزايد مديونية الهيئة من عام لآخر والتي بلغت ما يزيد على 140 مليار جنيه عام 2012/2013، تضمنت ما يزيد على 50,000 مليار جنيه قيمة تسهيلات وقروض بنكية تسدد الهيئة عنها ما يزيد على 2.5 مليار جنيه فوائد سنويًّا، وذلك بالإضافة لمديونية الهيئة طرف الشركات الأجنبية البالغة ما يزيد على 7,0 مليار دولار هذا العام.
ومن ضمن الشخصيات التي أفسدت قطاع البترول هو وزير البترول لأسبق سامح فهمي، إذ تخطت المديونيات في عهده الـــ10 مليار جنيه وذلك بعد أن منح حق الامتياز للشركات الأجنبية للتنقيب عن البترول واختيار مواقع مميزة لها بعد قيام تلك الشركات بدفع  رشاوي وأموال باهظة له للحصول على هذا الامتياز.


الأحد، 10 يناير 2016

هل قرأ "خالد منتصر" بوستات محمد شيكا وعرف الملحدين والكارهين للإسلام


بقلم مها البديني
















 أتمنى من علماء الاجتماع والسياسة، وأطباء الأمراض النفسية، ورجال الدين المستنيرين، أن يقرأوا ويدرسوا ويحللوا بوستات المصريين وغيرهم على صفحة «محمد شيكا»، أحد الذين تم تصفيتهم في عملية فندق الغردقة الأخيرة، وأتمنى من خالد منتصر شخصياً أن يقرأها بعمق، ليعرف كمّ التخريب العقلي  والدمار الفكري والتصحُّر الوجداني الذي أوصلتنا إليه الكارهين للإسلام وللأديان السماوية وأعداء الحياة والشامتين في الموت!


اقتبست جزء من تعليق الكاتب الصحفي خالد منتصر في بداية مقالته بجريدة الوطن بعنوان
هل قرأ "السيسي" بوستات "محمد شيكا" وعرف المجرم الحقيقي؟!

ورداً على تلك المقالة...غيرت بعض الكلمات لكي يصل مفهومي إليك سيدي القارىء، فلماذا ينظر بعض الصحفيين إلى شىء ويتجاهلون الآخر بينما الأصل في الصحفي هو أن يكون منصف.

أتفق تماماً بأن الأفكار المتطرفة قد غزت عقول بعض الشباب الصغار من أجل استغلالهم والتنكيل بهم، ولكن السؤال هنا لماذا يحدث ذلك الآن؟
الإجابة هي بلطجة الدولة والدكتاتورية والاستعباد والتي جعلت البعض يلجأ للعنف والفكر التكفيري كمحاولة لإرهاب الإرهاب..!!، وهي نتيجة طبيعية لم يحدث من تكميم أفواه الشباب واعتقالهم وذويهم  وقتلهم والتنكيل بهم في المعتقلات وتعذيبهم في أقسام الشرطة ومطاردة الداخلية لتجمعاتهم وتكبيل حرية الرأي والتعبير .

الكاتب الصحفي خالد منتصر حلل تدوينات محمد شيكا والذي قٌتل في حادث الغردقة الأخير، إذ اختلفت التحليلات مع شهود العيان  والرد الرسمي لوزارة الداخلية المصرية الذي وضح كمية التضارب في الأراء بين كونه ذلك عملاً ارهابياً أو مشاجرة مابين ثلاثة شبان كما قصها أحد شهود العيان الأجانب ويُدعي "بيتر كوباسكي" على صفحته على الفيس بوك .

تحليل الكاتب خالد منتصر شمل بوستات محمد شيكا دون أن يقوم بتحليل ردود أفعال المصريين حول مقتله والتي ظهر فيها "الشماتة في الموت، وسب دين الإسلام وسب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلماذا يا خالد تنظر لتعليقات شيكا على أنها متطرفة  وتربطها بفتاوى الشيخ الحويني والبرهامي!، بينما لا تنظر لتعليقات الآخرين وتتجاهلها في حين أنها تحمل الكثير والكثير من الحقد الدفين على دين الإسلام والشماتة في الموت والسفاهة والسب العلني..!!

وللأسف تم غلق الصفحة الخاصة بمحمد شيكا على الفيس بوك بسبب البلاغات عليها.

فعلاً لقد قُلت كلمة الحق في مقالك يا خالد بأن شيكا مظلوم، شيكا مظلوم لأننا نعيش في قهر وعار و"قمع تفكير" ومطاردة وتنكيل لشباب صغار يحلمون بحرية وحياة أفضل.







خالد منتصر، «محمد شيكا» مظلوم، فهو مجرد طفل مراهق، عجينة شكّلها قمع الحريات والعابثين وسماسرة القتل والترويع، هو مجرد باحث عن «الحـــــرية» لكن المجرم الحقيقى جالس على مكتبه يأكل المحمّر والمشمّر بعد عودته من رحلة من الخارج على حساب الدولة الدولة كمنحة مُباركة لقاء كتاباته، المجرم هو من قتل، ورخص للقتل، وقمع التفكير، وحلل القتل والسحل والاعتقال والاغتصاب في السجون، هذا هو المجرم الحقيقي الذي يُجهّز آخرين لتسلُّم الراية من بعده بعد المزايدة على الغلبان الذي تمت تصفيته فى فندق الغردقة. 


الجمعة، 8 يناير 2016

شاهد عيان: لايوجد داعش في حادثة الغردقة والسبب "مشاجرة"



ليس دفاعاً عن أحد ولكن أكتب لأفكر بالمنطق والعقل، كيف يمكن لشخص أن يمارس التخريب والإرهاب وهو مكبل اليدين
الصور الواقعة بين أيديكم لثلاثة شبان تم قتلهم في فندق بيلا فيستا  شرق مدينة  الغردقة السياحية وتم تصنيفهم بالإرهابيين وهم مكبلين اليدين كما يتضح بالصور.

الأخبار التي تواردت من بعض المواقع الإلكترونية في البداية كانت تقول أنها حادثة سرقة، ولكن ماتم ترديده من بعض شهود العيان أن مشاجرة حدثت بين الشباب وتم تقييدهم ثم قتلهم وتجهيز تهم الإرهاب.


أحد شهود العيان ويُدعى بيتر كوابسكي قال على صفحته على فيس بوك أن مشاجرة حدثت بين 3 شبان  في الباب المجاور للمطعم ,وقام أحدهم بإطلاق النار على الآخر، تم اعتقال 2 من هؤلاء الشباب، لايوجد داعش أو أي من التنظيمات الأخرى،3 سياح في حالة خطيرة بعد مشاجرة حادثة اطلاق النار.
https://www.facebook.com/peter.kwapisz.7/posts/10207512900194507?hc_location=ufi

والتحليل البسيط
أن هنالك 2 من الشباب الذي تم اعتقالهم كانوا على قيد الحياة  وتم قتلهم بعد تكبيل أيديهم.

أحد أصدقاء القتلى قال أن محمود شيكا اختفى منذ أيام من منزله، ولكن لم نتمكن من اثبات صحة ذلك لعدم وجود محضر من اهله للإبلاغ عن حالة اختفائه.


محمود شيكا كما قام بتعريف نفسه على صفحته أنه شخصية ملتزمة دينياً يقول عن نفسه:
خلف هذا الجدار شاب عادى جدا يحب الدين كثيرا ويتسكع ايضا كثيرا ،، ليس بطالب علم وﻻ شيخ وﻻ سيدنا ،، وﻻيرقى لهم..
فلا احد يلبسه ثوبا اكبر من حجمه والسلام .

صفحة محمود شيكا على الفيس بوك
https://www.facebook.com/mohamed.balotilli?fref=ts



الخميس، 7 يناير 2016

عمر حماد.. قصة أطول "مختفي قسرياً" في سجون الحكم العسكري







من هو #عمر_حماد؟ولماذا؟ 

أنشر قصته الآن؟











عمر حماد هو طالب بكلية هندسة الأزهر ومطرب راب له فرقة خاصة في كليته، معروف بصوته الجميل ومشهود له بحسن خلقه وتفوقه الدراسي، وتعد فترة اختفائه  من أطول فترات الاختفاء القسري في زنازين السجون العسكرية وفيما يُعرف بــ #سجن_العازولي بالإسماعيلية  التابع لمعسكر الجلاء العسكري المخصص للجيش الثاني الميداني، إذ ينتقل #عمر_حماد من سجن عسكري لآخر هو وآخرين دون وجود أوراق تثبت وجودهم داخل المعتقل" بحسب رواية أهالي المعتقلين"، والذي ينفى ضباطه وجود أي مدنيين معتقلين بداخله في حين أنه تم إخلاء سبيل 80 معتقل سياسي من سيناء من تلك السجون مؤخراً!.


اليوم  هو السابع من يناير وهو عيد ميلاد #عمر_حماد الــ21 ، والذي اختفى في فض اعتصام رابعة العدوية أي منذ 3 سنوات حيث قصد ميدان رابعة ليس تظاهراً فيه إنما قصده من منزله الكائن في مدينة العاشر من رمضان هو وأخته لإستطلاع النتيجة الدراسية حيث تقبع كلية هندسة الأزهر بجوار مكان فض اعتصام رابعة وهو ما ساقه القدر إليه.

بحسب رواية أخته مريم حماد والتي وصفت بأن المكان أشبه بالحرب إذ انتشر الدخان والغاز في كل مكان، أما الجامعة فكانت عبارة عن ثكنة عسكرية.


من الهلع والخوف فر الأخوين وتفرقا من بعضهما البعض ، بعدها بدأ مريم في محاولة الاتصال بعمر دون فائدة ثم بحثت عنه ما بين المصابين والشهداء في قوائم المستشفى الميداني ولم تجد اسم أخيها حامدة الله بأنه لم يُصب بمكروه، اختبئت مريم بأحدى القاعات وهى ترى كل ما أمامها من رصاص قاتل منتظرة موتها قبل الحياة, ولكن عندما هدأ الوضع تمكنت من الفرار من الميدان إلى المنزل على أمل عودة عمر دون جدوى.







لم يرى الأب والأم الأخوة #عمر_حماد منذ ذلك الحين وهم على يقين تام بأن عمر حي يُرزق بعد أن بحثوا عنه في المستشفيات والأقسام والسجون والمعتقلات ومشرحة زينهم، وبعد أن أكد أحد زملائه أنه شاهد عمر مُصاب بطلق حي وتم اعتقاله هو وآخرين وتم الزج بهم بداخل أحدى المدرعات العسكرية.




في عام 2014 كان يسمح لأهالي المعتقلين في السجون الحربية بالاسماعيلية وتحديداً #سجن_العازولي من حضور جلسات الحكم الخاصة بأبنائهم وكانت هذه الفرصة الوحيدة للسؤال عن #عمر_حماد مابين قائمة مكتوبة لعشرة شبان آخرين مختفين قسرياً يتم ادخالها لأحد المعتقلين وفي كل مرة كانت الإجابة بالإيجاب من قِبل هؤلاء المعتقلين الذين أكدوا عن سماعهم لإسم #عمر_حماد هو و5 شبان آخرين من ضمن القائمة المكتوبة والتي يبحث أهاليهم عنهم.



تقول مريم" أنا روحت سجن العازولي 4 مرات وكنا بنكلم المساجين أثناء العرض في المحاكمات العسكرية، وكنا بنسألهم عن عمر و10 أسماء تانين وكنت بقدملهم الأسماء في كشف وكل مرة كانوا بيأكدولي ان عمر معتقل داخل سجن العزولي وبعد كدا إتمنعنا من أننا نروح تاني وعرفنا أن عمر اتنقل لسجن عز الدين العسكري".




‫#‏عمر_حماد_فين ؟؟
‫#‏عمر_حماد_فين
‫#‏اختفاء_قسري
‫#‏اوقفوا_الاختفاء_القسري




الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

"التكسير الهيدروليكي".. تقنية تهدد الخزان الجوفي لمصر


 –بئر النفط يستهلك نصيب مواطن مصري من المياه في ٥٢ عاما
– قوانين ضعيفة والرقابة غائبة على وسائل الحفر وتصريف المياه
– هيئة البترول صامتة حيال تطبيق هذه التقنية رغم اﻻنتقادات العالمية
تحقيق: مها البديني
أصوات مصرية- الموت لا يعني دائما الراحة من مشاكل الحياة بخاصة في قرية فارس بمحافظة أسوان في جنوب مصر. فالمياه الجوفية تغمر المدافن وتخرج عظام الأموات من مرقدهم الأخير.
أنّى تتجه عيناك سترى المياه المتفجرة من الأرض تختلط بالصرف الصحي داخل مرافق القرية المقدر عدد سكانها بخمسة عشر ألف نسمة، نتيجة عمليات التنقيب عن النفط والغاز واعتماد تقنية التكسير الهيدروليكي- التي أعلنت مصر رسمياًعن بدء استخدامها عام 2015 رغم حظرها في غالبية الدول المتقدمة. 
عيد حامد وأسرته هجروا منزلهم المغمور بالمياه، ليعيشوا مع أقربائهم في منطقة آمنة. لكن المياه تقترب منهم باطراد. أما صباح ذات الستين عاماً فغدت بلا مأوى بعد أن تهدّم منزلها بالكامل. كذلك تغمر المياه حقول المانجو ومزارع النخيل الممتدة على ألف فدان بقرية ” فارس”، التي تبدو لزائريها وكأنها تعرضت لهزة أرضية، حسبما لاحظت معدة التحقيق، خلال جولاتها في المنطقة.
على غرار فارس تعاني قرية شوبك المشارقة (ثلاثة آلاف نسمة) في محافظة بني سويف بشمال الصعيد من آثار التكسير الهيدروليكي. عمليات التنقيب والاستخراج التي تنفذها شركة دانه غاز الخاصة تبعد عن قرية فارس عشرة كيلومترات، فيما تبعد أنشطة شركة قارون المشتركة 20 متراً عن قرية المشارقة.
تندرج هاتان الشركتان ضمن سبع شركات كبرى تعلن رسمياً على صفحاتها، استخدام هذه التقنية، لكنّها ترفض الرد على أسئلة معدة التحقيق، باستثناء شركة قارون التي لم تجب – مع ذلك- عن جميع الاستفسارات المتعلقة بالتكسير الهيدروليكي؛ آثاره وقانونية استخدامه.
يحدث ذلك وسط صمت رسمي وتضارب في المعلومات والتصريحات حول بدء العمل بالتكسير الهيدروليكي في مصر. معدة التحقيق توصلت إلى أن استخدام هذه التقنية يتم خارج رقابة الجهات المسؤولة عن هذا القطاع (وزراء- الري حسام مغازي، البيئة خالد فهمي والبترول طارق الملا) في بلد ينتج سنوياً قرابة 225 مليون برميل نفط ومليار 962 مليون قدم مكعبة من الغاز. 
لم تعلن مصر رسمياً استخدام هذه التقنية على أراضيها قبل 4 مارس ،حين صرح وزير البترول المصري السابق شريف اسماعيل الذي يرأس الحكومة حاليا بأن الشركات العاملة ستبدأ العمل بالتكسير الهيدروليكي “الغاز الصخري” في مايو 2015، بحسب موقع سبوتنيك الإخباري. ولم تستطع معدة التحقيق تأكيد هذه المعلومة رسميا لدى الوزير السابق وطاقم وزارته رغم محاولاتها المتكررة.
لكن تسريبات وتصريحات تدل على أن تطبيق التكسير الهيدروليكي الثانوي” بدأ دون إفصاح عام 1998، حسبما يؤكد فنيّ سابق في قطاع البترول. وذكر وزراء بترول سابقون – منهم سامح فهمي – أن مصر”تستخدم التكسير الهيدروليكي لزيادة الانتاجية”.
على مدى ثلاث سنوات، جالت معدة التحقيق في أربع قرى متضررة – أكثرها قريتا شوبك المشارقة وفارس- وتحدثت مع سكانهما ومع مسؤولين، لترصد غياب رقابة وزارتي الري والبيئة.
وتوصلت إلى أن شركات خاصة ومشتركة (شراكة بين القطاعين العام والخاص) تعمل بالتكسير الهيدروليكي قبل تصريح وزير البترول السابق بقرب استخدامها رسمياً مطلع مايو. تشمل الشركات الخاصة (شلمبرجير سي دراجون) و (دانه غاز) و(أباتشي) و (شل) و (ميدي تيرا)، فيما تضم المشتركة شركتي (قارون) و (خالدة)، وفق إقرار مهندسين مختصين في تلك الشركات ومهندسين عاملين سابقاً في الهيئة العامة للبترول. وكذلك من خلال ما ينشر على المواقع الإلكترونية الرسمية للشركات العاملة بتلك التقنية.
حجب معلومات
ما بين السعي لمقابلات مباشرة وإرسال فاكسات للرد على الأسئلة المطروحة عن قرية فارس، فشلت معدة التحقيق في الحصول على موقف شركتي (دانه غاز) و(سي دراجون) المتشاركتين في جزء من امتياز التنقيب هناك.
الأولى رفضت مقابلة معدة التحقيق بينما لم يفد مدير الثانية المهندس أحمد معاذ بأي تفاصيل ذات قيمة بعد إرسال الفاكس.
لكن معدة التحقيق زارت شركة (سي دراجون مصر) لمقابلة أحد المسؤولين. المسؤول – الذي رفض الإفصاح عن هويته–اكتفى بالرد بأن الشركة باعت جزءاً من حصتها لشركة (ميدي تيرا) الكندية الخاصة، بسبب ضعف الإنتاجية. وسجل مستوى استخراج النفط 412 برميلاً يومياً،مناصفة بين الشركتين “رغم استخدام التكسير الهيدروليكي في 11 بئرا بحقل “البركة” المتاخم لقرية فارس.
وباعت (دانه غاز) حصتها المتبقية بـ ( كوم امبو) لشركة (ميدي تيرا) في فبراير/شباط 2013.شركة (ميدي تيرا) الخاصة أحجمت هي الأخرى عن الرد على الأسئلة المُرسلة عبر الإيميل.
دانه غاز المصنفة سادس أكبر شركة انتاج غاز في مصر، باعت نصف امتياز التنقيب لشركة سي دراجون في حقلي البركة والبركة غرب في إبريل 2012. وفي تشنوفمبر 2013، باعت الأخيرة جزءا من الامتياز لشركة البترول الكندية “ميدي تيرا” لضعف إنتاجية الآبار”، بحسب ما ورد في الموقع الإلكتروني الرسمي للشركات وتصريحات أحد المسؤولين.
قرى مُتضررة
فضل أبو الروس، المدرس بالمعهد الأزهري في قرية فارس الأسوانية، اصطحب معدة التحقيق في جولة قرب أماكن الحفر غير بعيد عن القرية، حيث يقطن بجوار أحد المنازل المنهارة بقرية فارس.
يشيح ببصره صوب منازل القرية ويتنهد: “أكثر من 100 منزل انهارت وهناك منازل أخرى توشك على الانهيار”، خلال ثلاث سنوات ونصف من أعمال الحفر.
ويؤكد الأهالي أنهم شاهدوا عمليات أولية للتنقيب داخل القرية وبجوارها أسفرت عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية. معدة التحقيق لاحظت آثارها وكادت أن تغرق حين غاص جزؤها السفلي في المياه المتحركة.
محافظة أسوان تقر بالأضرار وتصرف تعويضات، بحسب قرار المحافظ الأسبق مصطفى السيد. الكشوف الصادرة عن المجلس المحلي بمركز(كوم امبو) تُشير إلى تعويضات حكومية قدرها نصف مليون جنيه (حوالي 64 ألف دولار) صرفت لمصلحة 64 أسرة من المُلاك المتضررين لكن دون ربط بين الضرر وأعمال الحفر.
على أن متضررين يؤكدون لمعدّة التحقيق أن التعويض لم يُصرف كاملاً لبعض العائلات كما ورد في الكشوف.
أما فلاحو قرية (شوبك المشارقة) ببني سويف الذين أجر بعضهم أراضيه بالتراضي للشركة، بحسب ما أفادوا لمعدة التحقيق فقالوا إن شركة قارون تدفع بدل إيجار سنوي عن كل فدان تعمل فيه يناهز 20 ألف جنيه/ 2600 دولار، ويتم تجديد العقد سنوياً.
لكن الأهالي يشتكون من أضرار الحفر بجوار قريتهم نتيجة انبعاث زيوت متطايرة والضجيج المستمر لآلات الحفر.
تأكيدات مستقلة
رغم الصمت الحكومي، أرجع تقرير مستقل عن جامعة أسوان(2014) والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية (2012) الأضرار في قريتي فارس وشوبك المشارقة إلى تقنية التكسير الهيدروليكي.
جولة في خلية نحل
بعد خمس زيارات لشركة قارون للبترول، حصلت معدة التحقيق على موافقة لحضور عملية تكسير هيدروليكي تجريها الشركة في بئر هارون بالصحراء الغربية، تبعد عن مدينة 6 أكتوبر 100 كم جنوب غربي القاهرة. كان الهدف معرفة تفاصيل فنية دقيقة عن التكسير الهيدروليكي المتمثل بضخ كميات ضخمة من المياه الجوفية مقابل زيادة إنتاج النفط.
الحكومة تجيز العمل وتحمل الشريك الأجنبي لجميع المخاطر وفقا لقانون 135 لعام 1956، المذكور في موقع وزارة البترول على الانترنت. ينص القانون على تحمل الشريك الأجنبي جميع تكاليف ومخاطر عملية البحث والتنقيب، ولدى ثبوت اكتشاف تجاري وبدء الإنتاج تساهم الهيئة العامة للبترول مناصفة مع الشريك الأجنبي في إنشاء شركة مشتركة تقوم بالعمليات على أن يسترد الشريك الأجنبي نصف تكاليف البحث ويوزع الإنتاج مناصفة.
معاينة ميدانية
في رحلتنا إلى الموقع يوم 18 يونيو 2013، سارت معدة التحقيق عبر أرض رملية قاحلة مستوية في طريق متعرج في الصحراء.بدا الموقع أشبه بخلية نحل تضج بالحركة.
انتشر في الموقع حوالي 25 مهندساً وعاملاً يرتدون خوذات ونظارات شمسية. الخراطيم والمواسير تتمدد في المكان وسط عربات صهريج وماكينات ضخمة هادرة مليئة بالسوائل لضخها في باطن الأرض فضلاً عن ماكينة الحفر.
لم يكن من السهل سماع صوت من يحدثك. الحرارة تشتد كلما ارتفعت الشمس والأتربة الناعمة تملأ الأجواء، وتكتم الأنف والحلق.
معدة التحقيق أمضت يوماً كاملاً برفقة شركة قارون المشتركة والتي تُجري عملياتها بقرية شوبك المشارقة. تتوسط الموقع غرفة عمليات حديدية متنقلة ومصنعة خصيصا لمراقبة أنشطة العمل طولها أربعة أمتار بعرض نحو مترين ونصف المتر، يتوزع فيها نحو عشرة مهندسين يتابعون مجريات العمل عبر أجهزة كمبيوتر تظهر على شاشاتها قياسات للضغط في باطن الأرض وقوة اندفاع السوائل لمنع تلف البئر.
وزعت أوراق على المتواجدين بالغرفة توضّح تفاصيل عملية التكسير الهيدروليكي لطبقة صخرية، مبينة أنه سيتم استخدام 458 برميل مياه مخلوطة ببعض الكيماويات بما يعادل 4561 لترمياه. أحد المهندسين يقول إن العملية بدأت بضخ عشرة براميل في الدقيقة الواحدة،لافتا إلى أن كل عملية تكسير تدوم 25 دقيقة تزداد خلالها قوة ضخالمياه في باطن الأرض فيما يسمى بآلية المسار السريع (Highway)، وهو أحد أنواع التكسير الهيدروليكي.

يبلغ المهندسون القياسات التي تظهر على الكمبيوتر إلى المشرف الذي يمكن أن يطلب زيادة كمية المياه أو إنقاصها وفق درجة الضغط. وكانت التعليمات تنقل للفنيين بالخارج للتنفيذ وأيضاً للمهندس المرابط على ماكينة الحفر”البريمة” عبر جهاز لاسلكي.
عملية الـتكسيرالهيدروليكي”Fracking” ذاتها بدأت وقت الظهر تقريباً ودامت ساعتين. لكن سبقها تحضير على مدى ساعات لضبط كمية المياه وخلطها بالكيميائيات ثم التأكد من دقّةالنسب من خلال تجارب في معمل يشرف عليه مهندس مختص.
المسؤول بالموقع المهندس طارق السيد يقول إن ما يحدث في بئر هارون نموذج مصغر لتقنية التكسير الهيدروليكي بهدف التجربة وقياس إمكانية نجاح العملية لأن هذه الآلية باهظة التكاليف؛قرابة مليوني دولار.
وعن نوعية المياه المستخدمة في الحفر، يشرح السيد بأنها “من ذات نوعية مياه الخزانات الجوفية القريبة من سطح الأرض. ويتم حفر بئر موازية لاستخراج المياه أو شفطها من البئر ذاتها، ثم حقن فائض المياه الناتج من عملية استخراج النفط بها في نهاية العملية”.
تستخدم الشركات “المياه القريبة الموجودة بموقع الحفر كإجراء بديهي حفاظاً على البئر من تكوين بكتيريا قد تتسبب في إغلاق البئر مستقبلياً وضياع العائد من النفط”، حسبما يقول السيد، مؤكداً أن الشركة لا تنقل ” المياه من مصادر أخرى كنهر النيل لاستخدامها في عملية الحفر لأن ذلك سيكلفها كثيراً”.
الرقابة غائبة
م. السيد أبو طالب مدير العمليات بشركة قارون يرد على بعض الاستفسارات الخاصة بالتحقيق قائلاً: “إن تقنية التكسير الهيدروليكي ليست مكتوبة بشكل واضح في قوانين وزارة البترول بالرغم من ذكرها في نصوص تصميمات المشروع الفنية لدراسة تقدير التكاليف المالية للعملية قبل البدء فيها”.
مسؤوليات وصلاحيات
الهيئة العامة للبترول هي المشرف الرئيسي على شركات البترول الأجنبية والتي تدخل مع الهيئة في مشاريع مشتركة. في هذه الحال تصبح الرقابة “ذاتية” لأن معظم العاملين بشركات البترول هم بشكل أو بآخر تابعون للحكومة، كما يقر أبو طالب.
يتفق معه د. إبراهيم زهران المدير الأسبق لشركة خالدة للبترول قائلا إن “الهيئة العامة للبترول لا تتدخل في الرقابة على التقنيات لأنها تشجع كل ما يؤدي إلى زيادة إنتاجية النفط”.
وكانت شركة خالدة،بحسب د. زهران “حفرت 154 بئراً استُخدمت فيها عملية التكسيرالهيدروليكي” في الصحراء الغربية وغيرها من المواقع خلال 2003 و 2004، حين ساهمت تلك العمليات في رفع إنتاج الآبار من 37 ألف إلى 90 ألف برميل يومياً.
ويرتبط إنتاج النفط بظهور المياه،إذ يظهرالماء في البداية ثم يتم استخدامه لتكسيرالطبقات فيما يُعرف بــ”الحقن المائي” بحسب زهران.
من جانبه يؤكد د. محمد الجزار مدير شركة ترايكون الخاصة للخدمات البترولية انعدام الرقابة من وزارة البترول أو أي وزارة أخرى – أثناء الحفر بتقنية التكسير- للتأكد من مدى صلاحية البئر أو مراقبة العملية من الأساس.وكذلك للكشف عن أخطاء فنية بالبئر، والتي قد تؤدي إلى تسريب المياه المختلطة بالكيماويات، وحساب كميات المياه الجوفية المهدرة. ويرى الجزار أن الحكومة تستمر بالعمل في تلك التقنية إرضاءً للمستثمر.
ولمنع استنزاف الموارد المائية يشترط لاستخدام التكسير الهيدروليكي ألا تقل إنتاجية الآبار عن 10 آلاف برميل يومياً كما يحدث في الولايات المتحدة، بعكس ما يحدث في مصر إذ يستخدم التكسير في آبار تقل إنتاجيتها عن 1000 برميل يومياً أي أقل من 10% من الحد المسموح به، وهو ما يعد استنزافاً للموارد المائية بحسب الجزار.
يشير الجزار إلى تضارب معلومات البدء في عمليات التكسير الهيدروليكي في مصر. فالهيئة العامة للبترول بدأت العمل بتقنية التكسير الهيدروليكي الثانوية منذ التسعينيات وإن كانت على نطاق عمليات مبدئية أو Mini Frack وتحدث للتأكد من قوة البئر وتحمله للضغط.
باحثة العدالة البيئية في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ريم لبيب تُعلق قائلة: “عندما بحثنا في الموضوع وجدنا أن عددا من الشركات ومنها شل، أباتشي، دانه غاز، خالدة، عجيبة، وقارون تنفذ تقنية التكسير الهيدروليكي في عدة مواقع بالصحراء الغربية”.
حقن فائض المياه في البئر الموازية كان من المخاطر، التي أشارت إليها دراسة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إذ تطالب الحكومة بتحديد “شروط ومعايير معالجة والتخلص من الخلطة الكيميائية المستخدمة في عملية التكسير ووضع ضوابط وإجراءات فعالة لضمان اﻻلتزام بها”.
مسؤول تقنيات الحفر بمعهد بحوث البترول الدكتور محمد عبده إبراهيم يتفق مع الباحثة لبيب، مؤكداً أنه ” ليس من الطبيعي استخدام التكسير الهيدروليكي في دولة كمصر تواجه مخاطر نقص المياه مستقبليا ودخولها في فقر مائي”.
هيئة البترول لا ترد
زارت معدة التحقيق مقر الهيئة العامة للبترول في القاهرة قرابة الـ 6 مرات للتواصل مع المسؤولين والحصول على تعليق حيال ما كشفه التحقيق، لكن دون جدوى.
وفي نهاية المطاف طلب حاتم أحمد نور الدين بمكتب رئيس الهيئة العامة للبترول السابق ووزير البترول الحالي”طارق الملا” إرسال الأسئلة عبر البريد الالكتروني إلى المهندس”الملا”، واعدا بالرد عليها.
وبالفعل أرسلت الأسئلة في الثامن من أبريل 2015، ثم عاودت التواصل مرة أخرى وأرسلت أسئلتها في 26 يوليو 2015. لكن منذ ذلك التاريخ لم نتلق أي رد رغم اﻻتصال هاتفياً بمكتب رئيس الهيئة عدة مرات لاستعجال الرد وإرسال عدة رسائل استعجال عبر البريد الالكتروني، واتصالات استعجال من مكتب المستشار الإعلامي لوزير البترول الأستاذ حمدي عبد العزيز.
صمت تجاري
شركة خالدة وشركة دانة غاز لم تستجيبا أيضا لطلبات بالتعليق رغم إرسال (فاكس) إلى مدير شركة خالدة محمد عبد العظيم ومدير شركة دانة غاز باتريك ألمان وورد، بالإضافة لإرسال فاكسات لشركات سي دراجون وشلمبرجير وارسال بريد الكتروني لميدي تيرا دون جدوى.
بحثت معدة التحقيق عبر المصادر المتاحة في شركة دانة غاز لتجد إقرارا على موقعها الرسمي باستخدام تقنية التكسير الهيدروليكي في حقل البركة غرب مركز كوم امبو.
لا توجد احصائيات
تواصلت معدة التحقيق مع مسؤول سابق في الهيئة العامة للبترول اشترط عدم كشف اسمه. يقول المسؤول المتقاعد إن الهيئة لا تمتلك أي إحصائيات عن عدد عمليات التكسير الهيدروليكي في مصر. ويؤكد أن تقنية التكسير الهيدروليكي لا تذكر في عقود ترخيص الشركات التي تعمل بتلك التقنية لأنها تُذكر في نصوص تصميمات المشروع لدى بدء عملية الحفر، حتى يمكن تقدير التكاليف، فيما يتم إخطار الهيئة العامة للبترول بتنفيذها في الحقول من خلال التقارير التي تُرسلها الشركات عن الأداء اليومي.
وتبلغ تكلفة عملية التكسير الهيدروليكي الواحدة قرابة المليوني دولار، بحسب المسؤول السابق، الذي يطالب الحكومة بــ”وقف التعامل نهائياً بتلك التقنية أسوة بمنعها في بعض الولايات الأمريكية بسبب انخفاض المكاسب مالية فضلاُ عن تلوث وإهدار المياه الذي تُسببه”.
أما المهندس صلاح حافظ نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق فيقول إن استخدام عمليات التكسير الهيدروليكي يحدث في مناطق المياه الجوفية العالية الملوحة. ويصر على أن الشركات الكبرى تلتزم بالقوانين خوفاً من العقوبات.
ومن ضمن الشركات التي تعمل بتلك التقنية شل وأباتشي.
ويؤكد أيضا أن استخدام عمليات التكسير الهيدروليكي الثانوي بدأت في مصرمنذ أوائل التسعينيات. ويستطرد حافظ قائلاً: “يستخدم التكسير في الصحراء في صخور الطفلة ويتم ضخ كميات كبيرة من المياه الجوفية ونسبة من الكيميائيات لاستخراج النفط المحبوس فيها باستخدام عمليات تكسير أولية أو ثانوية بغرض زيادة الإنتاجية النفطية”.
جهل بالمسؤولية والتقنية
قانون رقم 84 لسنة 1982 ينص على مسؤولية وزارة الري عن حماية المياه الجوفية. ووفقأً لذلك تحدثت معدة التحقيق إلى مفتش الري بالمكتب الفني لقطاع المياه الجوفية في وزارة الري م.عماد شنب، والذي يؤكد عدم ورود شكاوى من المواطنين تُفيد بحدوث حقن مائي أو استخدام للمياه الجوفية بُطرق غير مشروعة من قِبل شركات البترول.
ويؤكد شنب أنه “إذا اكتشفنا مصادفة وجود تلوث في منطقة ما أو عن طريق شكوى من من أحد المواطنين، يتم توجيه لجنة من وزارة الري لمتابعة ما يحدث”.
وبمواجهته بما حدث في قرية فارس بمحافظة أسوان في أقصى الجنوب التي صرفت لها تعويضات من المحافظة، وبمشكلة غرق وتلف أراض بعد تنقيب وحفر شركات البترول، يؤكد المفتش الذي يقع مكتبه في مقر الوزارة بالقاهرة:”أنه لم يعلم بأمر القرية إلا من معدة التحقيق”.
على ذات النسق، يؤكد وكيل جهاز شؤون الري بقسم المياه الجوفية سابقاً سعيد فريج أن من يحفر بئرا جوفية دون استصدار تصريح بذلك تصدر بحقه غرامة.ويضيف أن معظم شركات البترول تحقن المياه الفائضة مرة أخرى في مكامن المياه الجوفية، لافتا إلى أن”كُبريات الشركات مجبرة على العودة إلى وزارة الري خوفاً من المسؤولية”.لكنه يتحدث عن “صعوبة لدى مفتشي الري في الوصول إلى بعض المناطق البترولية نظراً لبعدها الجغرافي وخطورة تلك الأماكن”.
في وزارة البيئة، يعمل المفتشون في إدارة التفتيش البيئي المفترض أن تشمل مهامهم جولات متكررة وغير معلنة للتأكد من التزام الشركات بالاشتراطات البيئية وإلزامها بتوفيق أوضاعها وتقييم الأثر البيئي الخاص بالمشروعات الجديدة، طبقاً لقانون رقم 4 لسنة 1994 والمعدل بالقانون رقم 9 لسنة 2009 ولائحته التنفيذية. وفي حال استخدمت شركات المياه الجوفية، فعليها الرجوع لوزارة الموارد المائية والري، وفق بريد الكتروني أرسلته وزارة البيئة لمعدة التحقيق بتاريخ 5 فبراير 2013.
مواقف رسمية متضاربة
د.أحلام فاروق رئيس الإدارة المركزية للتفتيش بوزارة البيئة تؤكد معرفتها بتقنية التكسيرالهيدروليكي، وتؤكد أنه يتم اتخاذ التدابير اللازمة من تحليل عينات مياه لوقف المخالفين. أما مدير المكتب الفني والشؤون القانونية بالإدارة المركزية للتفتيش مجدي فتحي، فينفي وجود أي اخطارات أو شكاوي تُفيد بحقن واستخدام مياه جوفية جوفية من قِبل شركات البترول.
ويرفض مسئولو وزارتي الري والبيئة إطلاع معدة التحقيق على الكشوفات الرسمية للجولات والزيارات الميدانية والتفتيش على حقول وآبار البترول.
عقوبات هزيلة
جمالات سالم المحامية بمركز حابي للحقوق البيئية تنتقد ضعف العقوبات في تشريعات حماية البيئة الصادرة من وزارة الصناعة في القانون رقم 48 لسنة 1982 بشأن حماية نهر النيل والمجاري المائية من التلوث وخزانات المياه الجوفية. “تنص المادة 2 منه على حظر صرف المخلفات السائلة في الماء إلا بعد ترخيص وزارة الري بناء على اقتراح وزير الصحة، فيما تنص المادة 3 على إخطار وزارة الري بنتيجة تحليل العينات قبل صرفها في الماء”. “ويُعاقب من يخل بتلك الأحكام بالحبس سنة وغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد عن ألفي جنيه. ولدى تكرار المخالفة، فعلى المخالف إزالتها وتصحيحها في الموعد الذي تحدده وزارة الري وعلى نفقة المخالف”.
أما قانون الري والصرف رقم 12 لسنة 1984 فينص في المادة 46 والخاصة بالمياه الجوفية ومياه الصرف على” حظر حفر أي آبار للمياه الجوفية سطحية أو عميقة داخل أراضي الجمهورية دون الحصول على ترخيص من وزارة الري”. وتنص المادة 47 على أنه: “لا يجوز للمرخص له في بئر إنتاجية مخالفة الترخيص باستغلال البيئة أو تجاوز معدلات وكميات المياه المصرح بضخها”.
أما عن العقوبات فتشير المادة 95 إلى “غرامة لا تقل عن 200 جنيه ولا تزيد عن ألف جنيه “في حال تجاوز المادة 46 أما في حالة تجاوز المادة 47″ فيعاقب المخالف بغرامة لاتقل عن 50 جنيه ولا تزيد عن 200 جنيه”.
أما فلاحو قرية شوبك المشارقة ببني سويف، فكل تلك القوانين لم توقف أصوات ماكينات الحفر المزعجة والملوثات وإهدار المياه الجوفية وتضرر سنابل القمح وإلتصاق رذاذ النفط الزيتي بأعواده الخضراء .
أمام منزلها، تجلس أم محمد واضعة يدها على وجهها تتفحص شقوق البيت، قلقة من انهيار أجزاء منه.تشعر بالعطش، تدخل منزلها، تفتح صنبور المياه لتشرب لكن لا تروي عطشها، فالمياه ذات طعم ومالحة.
أما قرية فارس فلا تزال مياه الصرف الصحي المختلطة بالمياه الجوفية تغمر منازلهم والحفر لاستخراج النفط مستمر.. مستمر لايتوقف.. والمياه الجوفية تتناقص في الخزان.
أُنجز هذا التحقيق بدعم وإشراف شبكة “أريج” إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية www.arij.net

تعليقاتكم