السبت، 12 نوفمبر 2016

مها البديني تكتب: هل سأكون "حرامية"؟


مها البديني- اتفرج ، هل سأكون "حرامية"؟


هل سأصبح فاسدة في يوم من الأيام؟ لا أعلم.. ما إن تحصلت على منصب "كرسي" وزاري أو برلماني سأتغير أم سأظل كما أنا!! هل سيتجرأ أحد عليّ؟ هل سيكتب زملائي عني الصحفية الفاسدة
"مها البدينيل سأكون كاذبة في أقوالي وأفعالي، هل سأكون "حرامية"؟

أنا الآن في بدايتي الصحفية، ليس لدي فرصة لأي فساد، كل ما أستطيع فعله هو تصوير أوراق من جهاز الكمبيوتر في العمل، وأحيانًا تخرج أوراق زائدة عن الحاجة بسبب خطأ مطبعي لم أرتكبه!

ليس من صلاحياتي الإشراف على زملائي أو تنسيق العمل أو تطوير الأفكار والقدرات الصحفية،
كل ما علي فعله هو الكتابة بعهد قلمي، والكتابة من أجل الناس، والكتابة من أجل الحياة.

فسادي الوحيد المتواضع هو عدم قدرتي على التكيف على الفساد المحيط بي، إهدار الوقت واللعب والضحك وقت الجد، كلها "مفسدات" تحيط بي أقاومها حد الثمالة! إلى أن أصل لمبتغاي في يومي.

وحتى عندي، "سكري" لا يؤثر في قدرتي على التركيز والتكييف على أجواء الصراع والشحناء الغريبة، التي لا أجد لها مبررًا للاستمرار؛ لأنها تعطلنا وتبعدنا عن أحاسيس ومشاعر جميلة يمكن أن نكتسبها عند إعلاء قيمة السلام.

عندما يرن هاتفي، وأتحدث، أشعر أن الآذان صاغية، أو ربما صوتي العالي الذي أحاول خفضه هو السبب.. مكالمة غرامية، مكالمة عائلية، مكالمة عمل.... صديق أو صديقة لجأ لي وقت محنة لأقف بجواره في زمن ندرت  فيه "الجدعنة".


لا أدري إن كنت بوضعي الحالي، الذي أقاوم فيه مغريات "الفساد" من حولي، قد أكون مؤهلة لأكون فاسدة يوما ما أم لا؟ ولكني أقاوم بشدة عاصفة الكيان، لأن الفساد حالة من التعود و اللا إحساس بقيمة "النظافة".

هناك فساد يمارسه الجميع باختلاف الدرجات، كما إن كل إنسان بداخله "كيان فاسد صغير"، إما أن تروض الكيان أو أنه سينقض على غيرك ويقتلك في النهاية، إذاً من سيحاسبك أن لم تحرك "هيئة مكافحة الفساد بداخلك؟

الفساد فساد.. سواء بسرقة وقت عملك وإهداره، أو سرقة ملايين الجنيهات من خزينة الدولة، لا يمكن حصره في منصب صغير أو منصب كبير، هو مثل الفيروس المتفشي.. فطر بكتيري متعفن ينتشر ويساعد على هذيان الجسد.. "اشتري ذمة نفسك واستر نفسك"..
وأذكركم وأذكر نفسي بهذا الحديث: سأل عمر بن الخطاب عمرو بن العاص حين ولّاه على مصر.. إذا جاءك سارق ماذا تفعل به؟
فقال عمر: أقطع يده.





ليست هناك تعليقات: